روى أبو داود عن عمر بن الخطاب رضی الله عنه وأرضاه قال : قال النبی صلى الله علیه وسلم: “إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ لَأُنَاسًا مَا هُمْ بِأَنْبِیَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ یَغْبِطُهُمُ الْأَنْبِیَاءُ وَالشُّهَدَاءُ یَوْمَ الْقِیَامَهِ بِمَکَانِهِمْ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى”.
الأنبیاء، والشهداء یغبطون هؤلاء الذین أعطوا درجه عالیه جدا یوم القیامه بمکانهم من الله تعالى، فمکانتهم قریبه من الله سبحانه وتعالى لدرجه أن الأنبیاء، والشهداء یغبطون هؤلاء الناس، فما العمل الضخم الذی رفع هؤلاء من درجتهم إلى هذه الدرجه ، فتشوق الصحابه لمعرفه هؤلاء ، فقالوا: یا رسول الله صلى الله علیه وسلم: تخبرنا من هم؟
قال: “هُمْ قَوْمٌ تَحَابُّوا ِبرُوحِ اللَّهِ عَلَى غَیْرِ أَرْحَامٍ بِیْنَهُمْ وَلَا أَمْوَالٍ یَتَعَاطُونَهَا، فَوَاللَّهِ إِنَّ وُجُوهَهُمْ لَنُورٌ، وِإِنَّهُمْ عَلَى نُورٍ، لَا یَخَافُونَ إِذَا خَافَ النَّاسُ، وَلَا یَحْزَنُونَ إِذَا حَزِنَ النَّاسُ”.
ثم قرأ صلى الله علیه وسلم: {أَلَا إِنَّ أَوْلِیَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَلَا هُمْ یَحْزَنُونَ} [یونس:۶۲].
هؤلاء هم أولیاء الله عز وجل، هم الذین یتحابون بروح الله على غیر أنساب بینهم، أو على غیر أرحام بینهم، ولا أموال یتعاطونها، وهذه هی المکانه العالیه التی منحها الله عز وجل لقیمه الأخوه، ومفهوم الأخوه.