عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضی الله عنهما قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلی الله علیه وسلم مَکَثَ تِسْعَ سِنِینَ لَمْ یَحُجَّ، ثُمَّ أَذَّنَ فِی النَّاسِ فِی الْعَاشِرَهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلی الله علیه وسلم حَاجٌّ، فَقَدِمَ الْمَدِینَهَ بَشَرٌ کَثِیرٌ، کُلُّهُمْ یَلْتَمِسُ أَنْ یَأْتَمَّ بِرَسُولِ اللهِ ج، وَیَعْمَلَ مِثْلَ عَمَلِهِ، فَخَرَجْنَا مَعَهُ، حَتَّى أَتَیْنَا ذَا الْحُلَیْفَهِ، فَوَلَدَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَیْسٍ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِی بَکْرٍ، فَأَرْسَلَتْ إِلَى رَسُولِ اللهِ ج: کَیْفَ أَصْنَعُ؟ قَالَ: «اغْتَسِلِی، وَاسْتَثْفِرِی بِثَوْبٍ وَأَحْرِمِی» فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم فِی الْمَسْجِدِ، ثُمَّ رَکِبَ الْقَصْوَاءَ، حَتَّى إِذَا اسْتَوَتْ بِهِ نَاقَتُهُ عَلَى الْبَیْدَاءِ، نَظَرْتُ إِلَى مَدِّ بَصَرِی بَیْنَ یَدَیْهِ، مِنْ رَاکِبٍ وَمَاشٍ، وَعَنْ یَمِینِهِ مِثْلَ ذَلِکَ، وَعَنْ یَسَارِهِ مِثْلَ ذَلِکَ، وَمِنْ خَلْفِهِ مِثْلَ ذَلِکَ، وَرَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم بَیْنَ أَظْهُرِنَا، وَعَلَیْهِ یَنْزِلُ الْقُرْآنُ، وَهُوَ یَعْرِفُ تَأْوِیلَهُ، وَمَا عَمِلَ بِهِ مِنْ شَیْءٍ عَمِلْنَا بِهِ، فَأَهَلَّ بِالتَّوْحِیدِ «لَبَّیْکَ اللهُمَّ، لَبَّیْکَ، لَبَّیْکَ لَا شَرِیکَ لَکَ لَبَّیْکَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَهَ لَکَ، وَالْمُلْکَ لَا شَرِیکَ لَکَ» وَأَهَلَّ النَّاسُ بِهَذَا الَّذِی یُهِلُّونَ بِهِ، فَلَمْ یَرُدَّ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم عَلَیْهِمْ شَیْئًا مِنْهُ، وَلَزِمَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم تَلْبِیَتَهُ. قَالَ جَابِرٌ س: لَسْنَا نَنْوِی إِلَّا الْحَجَّ، لَسْنَا نَعْرِفُ الْعُمْرَهَ، حَتَّى إِذَا أَتَیْنَا الْبَیْتَ مَعَهُ، اسْتَلَمَ الرُّکْنَ فَرَمَلَ ثَلَاثًا وَمَشَى أَرْبَعًا، ثُمَّ نَفَذَ إِلَى مَقَامِ إِبْرَاهِیمَ ÷، فَقَرَأَ: ﴿وَٱتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبۡرَٰهِۧمَ مُصَلّٗىۖ﴾ [البقره: ۱۲۵] فَجَعَلَ الْمَقَامَ بَیْنَهُ وَبَیْنَ الْبَیْتِ، فَکَانَ أَبِی یَقُولُ – وَلَا أَعْلَمُهُ ذَکَرَهُ إِلَّا عَنِ النَّبِیِّ صلی الله علیه وسلم -: کَانَ یَقْرَأُ فِی الرَّکْعَتَیْنِ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ وَقُلْ یَا أَیُّهَا الْکَافِرُونَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الرُّکْنِ فَاسْتَلَمَهُ، ثُمَّ خَرَجَ مِنَ الْبَابِ إِلَى الصَّفَا، فَلَمَّا دَنَا مِنَ الصَّفَا قَرَأَ: ﴿إِنَّ ٱلصَّفَا وَٱلۡمَرۡوَهَ مِن شَعَآئِرِ ٱللَّهِۖ﴾ [البقره: ۱۵۸] «أَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللهُ بِهِ» فَبَدَأَ بِالصَّفَا، فَرَقِیَ عَلَیْهِ، حَتَّى رَأَى الْبَیْتَ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَهَ، فَوَحَّدَ اللهَ وَکَبَّرَهُ، وَقَالَ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیکَ لَهُ، لَهُ الْمُلْکُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى کُلِّ شَیْءٍ قَدِیرٌ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ» ثُمَّ دَعَا بَیْنَ ذَلِکَ، قَالَ: مِثْلَ هَذَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ نَزَلَ إِلَى الْمَرْوَهِ، حَتَّى إِذَا انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ فِی بَطْنِ الْوَادِی سَعَى، حَتَّى إِذَا صَعِدَتَا مَشَى، حَتَّى أَتَى الْمَرْوَهَ، فَفَعَلَ عَلَى الْمَرْوَهِ کَمَا فَعَلَ عَلَى الصَّفَا، حَتَّى إِذَا کَانَ آخِرُ طَوَافِهِ عَلَى الْمَرْوَهِ، فَقَالَ: «لَوْ أَنِّی اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِی مَا اسْتَدْبَرْتُ لَمْ أَسُقِ الْهَدْیَ، وَجَعَلْتُهَا عُمْرَهً، فَمَنْ کَانَ مِنْکُمْ لَیْسَ مَعَهُ هَدْیٌ فَلْیَحِلَّ، وَلْیَجْعَلْهَا عُمْرَهً»، فَقَامَ سُرَاقَهُ بْنُ مَالِکِ بْنِ جُعْشُمٍ، فَقَالَ: یَا رَسُولَ اللهِ، أَلِعَامِنَا هَذَا أَمْ لِأَبَدٍ؟ فَشَبَّکَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم أَصَابِعَهُ وَاحِدَهً فِی الْأُخْرَى، وَقَالَ: «دَخَلَتِ الْعُمْرَهُ فِی الْحَجِّ» مَرَّتَیْنِ «لَا بَلْ لِأَبَدِ أَبَدٍ» وَقَدِمَ عَلِیٌّ مِنَ الْیَمَنِ بِبُدْنِ النَّبِیِّ ج، فَوَجَدَ فَاطِمَهَ رَضِیَ اللهُ عَنْهَا مِمَّنْ حَلَّ، وَلَبِسَتْ ثِیَابًا صَبِیغًا، وَاکْتَحَلَتْ، فَأَنْکَرَ ذَلِکَ عَلَیْهَا، فَقَالَتْ: إِنَّ أَبِی أَمَرَنِی بِهَذَا، قَالَ: فَکَانَ عَلِیٌّ یَقُولُ، بِالْعِرَاقِ: فَذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وسلم مُحَرِّشًا عَلَى فَاطِمَهَ لِلَّذِی صَنَعَتْ، مُسْتَفْتِیًا لِرَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وسلم فِیمَا ذَکَرَتْ عَنْهُ، فَأَخْبَرْتُهُ أَنِّی أَنْکَرْتُ ذَلِکَ عَلَیْهَا، فَقَالَ: «صَدَقَتْ صَدَقَتْ، مَاذَا قُلْتَ حِینَ فَرَضْتَ الْحَجَّ؟» قَالَ قُلْتُ: اللَّهُمَّ، إِنِّی أُهِلُّ بِمَا أَهَلَّ بِهِ رَسُولُکَ، قَالَ: «فَإِنَّ مَعِیَ الْهَدْیَ فَلَا تَحِلُّ» قَالَ: فَکَانَ جَمَاعَهُ الْهَدْیِ الَّذِی قَدِمَ بِهِ عَلِیٌّ مِنَ الْیَمَنِ وَالَّذِی أَتَى بِهِ النَّبِیُّ صلی الله علیه وسلم مِائَهً، قَالَ: فَحَلَّ النَّاسُ کُلُّهُمْ وَقَصَّرُوا، إِلَّا النَّبِیَّ صلی الله علیه وسلم وَمَنْ کَانَ مَعَهُ هَدْیٌ، فَلَمَّا کَانَ یَوْمُ التَّرْوِیَهِ تَوَجَّهُوا إِلَى مِنًى، فَأَهَلُّوا بِالْحَجِّ، وَرَکِبَ رَسُولُ اللهِ ج، فَصَلَّى بِهَا الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ وَالْفَجْرَ، ثُمَّ مَکَثَ قَلِیلًا حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ، وَأَمَرَ بِقُبَّهٍ مِنْ شَعَرٍ تُضْرَبُ لَهُ بِنَمِرَهَ، فَسَارَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم وَلَا تَشُکُّ قُرَیْشٌ إِلَّا أَنَّهُ وَاقِفٌ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ، کَمَا کَانَتْ قُرَیْشٌ تَصْنَعُ فِی الْجَاهِلِیَّهِ، فَأَجَازَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم حَتَّى أَتَى عَرَفَهَ، فَوَجَدَ الْقُبَّهَ قَدْ ضُرِبَتْ لَهُ بِنَمِرَهَ، فَنَزَلَ بِهَا، حَتَّى إِذَا زَاغَتِ الشَّمْسُ أَمَرَ بِالْقَصْوَاءِ، فَرُحِلَتْ لَهُ، فَأَتَى بَطْنَ الْوَادِی، فَخَطَبَ النَّاسَ وَقَالَ: «إِنَّ دِمَاءَکُمْ وَأَمْوَالَکُمْ حَرَامٌ عَلَیْکُمْ، کَحُرْمَهِ یَوْمِکُمْ هَذَا فِی شَهْرِکُمْ هَذَا، فِی بَلَدِکُمْ هَذَا، أَلَا کُلُّ شَیْءٍ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِیَّهِ تَحْتَ قَدَمَیَّ مَوْضُوعٌ، وَدِمَاءُ الْجَاهِلِیَّهِ مَوْضُوعَهٌ، وَإِنَّ أَوَّلَ دَمٍ أَضَعُ مِنْ دِمَائِنَا دَمُ ابْنِ رَبِیعَهَ بْنِ الْحَارِثِ، کَانَ مُسْتَرْضِعًا فِی بَنِی سَعْدٍ فَقَتَلَتْهُ هُذَیْلٌ، وَرِبَا الْجَاهِلِیَّهِ مَوْضُوعٌ، وَأَوَّلُ رِبًا أَضَعُ رِبَانَا رِبَا عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَإِنَّهُ مَوْضُوعٌ کُلُّهُ، فَاتَّقُوا اللهَ فِی النِّسَاءِ، فَإِنَّکُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِکَلِمَهِ اللهِ، وَلَکُمْ عَلَیْهِنَّ أَنْ لَا یُوطِئْنَ فُرُشَکُمْ أَحَدًا تَکْرَهُونَهُ، فَإِنْ فَعَلْنَ ذَلِکَ فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَیْرَ مُبَرِّحٍ، وَلَهُنَّ عَلَیْکُمْ رِزْقُهُنَّ وَکِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَقَدْ تَرَکْتُ فِیکُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ، کِتَابُ اللهِ، وَأَنْتُمْ تُسْأَلُونَ عَنِّی، فَمَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ؟» قَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّکَ قَدْ بَلَّغْتَ وَأَدَّیْتَ وَنَصَحْتَ، فَقَالَ: بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَهِ، یَرْفَعُهَا إِلَى السَّمَاءِ وَیَنْکُتُهَا إِلَى النَّاسِ «اللَّهُمَّ، اشْهَدْ، اللَّهُمَّ، اشْهَدْ» ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أَذَّنَ، ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى الْعَصْرَ، وَلَمْ یُصَلِّ بَیْنَهُمَا شَیْئًا، ثُمَّ رَکِبَ رَسُولُ اللهِ ج، حَتَّى أَتَى الْمَوْقِفَ، فَجَعَلَ بَطْنَ نَاقَتِهِ الْقَصْوَاءِ إِلَى الصَّخَرَاتِ، وَجَعَلَ حَبْلَ الْمُشَاهِ بَیْنَ یَدَیْهِ، وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَهَ، فَلَمْ یَزَلْ وَاقِفًا حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، وَذَهَبَتِ الصُّفْرَهُ قَلِیلًا، حَتَّى غَابَ الْقُرْصُ، وَأَرْدَفَ أُسَامَهَ خَلْفَهُ، وَدَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم وَقَدْ شَنَقَ لِلْقَصْوَاءِ الزِّمَامَ، حَتَّى إِنَّ رَأْسَهَا لَیُصِیبُ مَوْرِکَ رَحْلِهِ، وَیَقُولُ بِیَدِهِ الْیُمْنَى «أَیُّهَا النَّاسُ، السَّکِینَهَ السَّکِینَهَ» کُلَّمَا أَتَى حَبْلًا مِنَ الْحِبَالِ أَرْخَى لَهَا قَلِیلًا، حَتَّى تَصْعَدَ، حَتَّى أَتَى الْمُزْدَلِفَهَ، فَصَلَّى بِهَا الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ بِأَذَانٍ وَاحِدٍ وَإِقَامَتَیْنِ، وَلَمْ یُسَبِّحْ بَیْنَهُمَا شَیْئًا، ثُمَّ اضْطَجَعَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ، وَصَلَّى الْفَجْرَ، حِینَ تَبَیَّنَ لَهُ الصُّبْحُ، بِأَذَانٍ وَإِقَامَهٍ، ثُمَّ رَکِبَ الْقَصْوَاءَ، حَتَّى أَتَى الْمَشْعَرَ الْحَرَامَ، فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَهَ، فَدَعَاهُ وَکَبَّرَهُ وَهَلَّلَهُ وَوَحَّدَهُ، فَلَمْ یَزَلْ وَاقِفًا حَتَّى أَسْفَرَ جِدًّا، فَدَفَعَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَأَرْدَفَ الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ، وَکَانَ رَجُلًا حَسَنَ الشَّعْرِ أَبْیَضَ وَسِیمًا، فَلَمَّا دَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم مَرَّتْ بِهِ ظُعُنٌ یَجْرِینَ، فَطَفِقَ الْفَضْلُ یَنْظُرُ إِلَیْهِنَّ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم یَدَهُ عَلَى وَجْهِ الْفَضْلِ، فَحَوَّلَ الْفَضْلُ وَجْهَهُ إِلَى الشِّقِّ الْآخَرِ یَنْظُرُ، فَحَوَّلَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم یَدَهُ مِنَ الشِّقِّ الْآخَرِ عَلَى وَجْهِ الْفَضْلِ، یَصْرِفُ وَجْهَهُ مِنَ الشِّقِّ الْآخَرِ یَنْظُرُ، حَتَّى أَتَى بَطْنَ مُحَسِّرٍ، فَحَرَّکَ قَلِیلًا، ثُمَّ سَلَکَ الطَّرِیقَ الْوُسْطَى الَّتِی تَخْرُجُ عَلَى الْجَمْرَهِ الْکُبْرَى، حَتَّى أَتَى الْجَمْرَهَ الَّتِی عِنْدَ الشَّجَرَهِ، فَرَمَاهَا بِسَبْعِ حَصَیَاتٍ، یُکَبِّرُ مَعَ کُلِّ حَصَاهٍ مِنْهَا، مِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ، رَمَى مِنْ بَطْنِ الْوَادِی، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الْمَنْحَرِ، فَنَحَرَ ثَلَاثًا وَسِتِّینَ بِیَدِهِ، ثُمَّ أَعْطَى عَلِیًّا، فَنَحَرَ مَا غَبَرَ، وَأَشْرَکَهُ فِی هَدْیِهِ، ثُمَّ أَمَرَ مِنْ کُلِّ بَدَنَهٍ بِبَضْعَهٍ، فَجُعِلَتْ فِی قِدْرٍ، فَطُبِخَتْ، فَأَکَلَا مِنْ لَحْمِهَا وَشَرِبَا مِنْ مَرَقِهَا، ثُمَّ رَکِبَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم فَأَفَاضَ إِلَى الْبَیْتِ، فَصَلَّى بِمَکَّهَ الظُّهْرَ، فَأَتَى بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، یَسْقُونَ عَلَى زَمْزَمَ، فَقَالَ: «انْزِعُوا، بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَلَوْلَا أَنْ یَغْلِبَکُمُ النَّاسُ عَلَى سِقَایَتِکُمْ لَنَزَعْتُ مَعَکُمْ» فَنَاوَلُوهُ دَلْوًا فَشَرِبَ مِنْهُ.[۱]
جابر بن عبدالله رضی الله عنهما میگوید: رسول الله صلی الله علیه وسلم نه سال صبر کرد و حج نکرد. بعد از آن در سال دهم در بین مردم ندا داده شد که رسول الله صلی الله علیه وسلم حج خواهند کرد. تعداد زیادی از مردم به مدینه رفتند و میخواستند که به رسول الله صلی الله علیه وسلم اقتدا نمایند و شبیه او حج گزارند. ما همراه او بیرون آمدیم تا به ذیالحُلَیفَه رسیدیم. در آنجا اسما دختر عمیس، محمد بن ابوبکر را به دنیا آورد. وی کسی را نزد رسول الله صلی الله علیه وسلم فرستاد که چگونه عمل نماید؟ رسول الله صلی الله علیه وسلم فرمود: «غسل کن و پارچهای استفاده کن (مثل نوارهای بهداشتی امروزی) و احرام ببند».
پیامبر الله در مسجد نماز گزارد و سپس سوار شتر خود، قصواء شد تا وقتی که به “بیداء” رسید. من نگاهی انداختم تا جایی که با چشم قابل مشاهده بود، روبرو، پشت سر، سمت راست و سمت چپش را جمعیت سواره و پیاده فرا گرفته بود. رسول الله صلی الله علیه وسلم در میان ما بود، قرآن بر او نازل میشد و تفسیرش را خوب میدانست و هرچه رسول الله صلی الله علیه وسلم انجام میداد ما نیز انجام میدادیم. آنگاه رسول الله صلی الله علیه وسلم لبیک یکتاپرستی سر داد و فرمود: «لَبَّیْکَ اللَّهُمَّ، لَبَّیْکَ، لَبَّیْکَ لَا شَرِیکَ لَکَ لَبَّیْکَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَهَ لَکَ، وَالْمُلْکَ لَا شَرِیکَ لَکَ». و مردم با کلماتی که امروزه لبیک میگویند، لبیک گفتند. (اشاره به بعضی از الفاظ لبیک که از برخی از صحابه نقل شده است). رسول الله صلی الله علیه وسلم به هیچ یک از الفاظ آنها ایراد نگرفت ولی خودش بر همان الفاظ لبیک یکتاپرستی، پایبند بود. (لفظ دیگری استفاده نکرد و سنت هم همین است که ما همان الفاظ رسول الله صلی الله علیه وسلم را بگوییم).
جابر میگوید: ما فقط به قصد حج آمده بودیم و از عمره اطلاعی نداشتیم، تا اینکه به همراه رسول الله صلی الله علیه وسلم به کعبه رسیدیم. در این هنگام رسول الله صلی الله علیه وسلم رکن حجرالاسود را استلام نمود (لمس کرد) و در سه دور نخست، رمل نمود (گامهایش را نزدیک به هم و با تندی بر میداشت و شانه هایش را تکان میداد) و در چهار دور دیگر، به طور عادی راه رفت. سپس به سوی مقام ابراهیم ÷ رفت و چنین تلاوت کرد: ﴿وَٱتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبۡرَٰهِۧمَ مُصَلّٗىۖ﴾ [البقره: ۱۲۵]: «[مقرر کردیم که] مقام ابراهیم را نمازگاهی برای خویش انتخاب کنید» و طوری بود که مقام، میان او و بیت قرار گرفته بود (و دو رکعت نماز خواند). (جعفر میگوید:) پدرم میگفت: مطمئنم که از پیامبر صلی الله علیه وسلم نقل میکرد که در دو رکعت نماز طواف، سورههای ﴿قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ١﴾ [الإخلاص: ۱]. و ﴿قُلۡ یَٰٓأَیُّهَا ٱلۡکَٰفِرُونَ١﴾ [الکافرون: ۱]. را خواند. سپس دوباره به سمت حجرالاسود برگشت و آن را استلام نمود (لمس کرد). آنگاه از دروازه به سوی صفا بیرون رفت. هنگامیکه به صفا نزدیک شد، این آیه را تلاوت فرمود: ﴿إِنَّ ٱلصَّفَا وَٱلۡمَرۡوَهَ مِن شَعَآئِرِ ٱللَّهِ…﴾ [البقره: ۱۵۸]: «همانا صفا و مروه از نشانههای الهی هستند…» و فرمود: «با همان چیزی که الله آغاز نموده، آغاز میکنم». پس از صفا آغاز نمود و به اندازهای بر آن بالا رفت تا اینکه خانهی الله را مشاهده نمود. آنگاه روبه روی آن ایستاد و الله را به یگانگی خواند و تکبیر گفت و فرمود: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیکَ لَهُ، لَهُ الْمُلْکُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى کُلِّ شَیْءٍ قَدِیرٌ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ»: «هیچ معبود راستینی جز الله یگانهی بیهمتا وجود ندارد. پادشاهی و ستایش تنها از آن اوست و او بر هرچیز تواناست. هیچ معبود راستینی جز الله نیست؛ کسیکه وعدهاش را راست گردانید و بندهاش را یاری داد و احزاب را به تنهایی شکست داد». سپس دعا نمود و در این میان کلمات گفته شده را سه بار تکرار کرد. آنگاه به سمت مروه پایین آمد تا وقتی که در وسط وادی رسید، در آنجا دوید تا اینکه صعود آغاز شد، آنگاه به طور عادی راه رفت تا اینکه به مروه رسید. در مروه نیز چنان کرد که در صفا انجام داده بود و چون در آخرین سعی بالای مروه رسید، فرمود: «اگر آنچه را که اکنون میدانم، اول میدانستم، حیوان قربانی را با خود نمیآوردم و حَجَّم را عمره قرار میدادم. پس هرکس با خود حیوان قربانی به همراه ندارد، از احرام به درآید و آن را عمره به حساب آورَد».
سپس سُراقَه بن مالک بن جُعشُم برخاست و گفت: ای رسول الله، این (عمره در ماههای حج) ویژهی این سال ماست یا همیشگی است؟ رسول الله صلی الله علیه وسلم انگشتان دستانش را در هم فرو برد و فرمود: «عمره در حج داخل شده است و این برای همیشه و ابدی است». علی بن ابی طالب رضی الله عنه شتران پیامبر صلی الله علیه وسلم را از یمن آورد و دید که فاطمه رضی الله عنها از احرام به در آمده است و لباس رنگین بر تن دارد و سرمه زده است. علی رضی الله عنه آن را ناپسند دانست و بر او ایراد گرفت. فاطمه رضی الله عنها گفت: پدرم چنین دستور داده است؛ راوی میگوید: بعد از آن علی رضی الله عنه در عراق میگفت: من نزد رسول الله صلی الله علیه وسلم رفته بودم تا فاطمه رضی الله عنها را به خاطر کاری که کرده بود، مورد سرزنش قرار دهم و در مورد آنچه وی کرده بود از پیامبر صلی الله علیه وسلم فتوا بگیرم. به آن گفتم که من از فاطمه رضی الله عنها به خاطر کارش انتقاد کردم. رسول الله صلی الله علیه وسلم فرمود: «او راست گفته است؛ راست گفته است. تو هنگام نیت حج، چه گفتی؟» علی رضی الله عنه گفت: گفتم: یا الله! من به همان نیتی احرام میبندم که رسولت احرام بسته است. رسول الله صلی الله علیه وسلم فرمود: «من هم همراه خود قربانی آوردهام، پس تو از احرام بیرون نیا». راوی میگوید: مجموع حیوانات قربانی را که علی رضی الله عنه برای رسول الله صلی الله علیه وسلم آورده بود، صد شتر بود.
به هر حال جز رسول الله صلی الله علیه وسلم و کسانیکه با خود قربانی داشتند، باقی مردم موهایشان را کوتاه کردند و از احرام بیرون آمدند. در روز هشتم ذیالحجه (ترویه) برای حج احرام بستند و به سوی منی حرکت کردند. رسول الله صلی الله علیه وسلم این مسیر را سوار بر مرکب طی کرد و نماز ظهر، عصر، مغرب، عشا و صبح را در منا گزارد و مقداری صبر کرد تا وقتی که خورشید طلوع کرد. آنگاه دستور داد خیمهای مویین برایش در نمره برپا کنند. بعد از آن رسول الله به راه افتاد. قریش، مطمئن بودند که پیامبر صلی الله علیه وسلم در مشعر الحرام، همان جایی که آنان در دوران جاهلیت توقف میکردند، توقف میکند؛ اما رسول الله از مشعر الحرام عبور نمود تا به عرفه رسید. در آنجا دید که خیمه را برایش در نمره برپا کردهاند، پس در آنجا توقف نمود تا اینکه خورشید مایل گردید، در این هنگام دستور داد تا ناقهاش، قصواء را برایش پالان کنند. آنگاه به وسط وادی (عُرنه) آمد و برای مردم، سخنرانی کرد و فرمود: «خونها و اموال شما همانند حرمت این روز (عرفه) در این ماه (ذیالحجه) و در این شهر (مکه) برایتان حرام است؛ بدانید که تمام امور جاهلیت را زیر پا گذاشتم؛ قتلهای دوران جاهلیت، نادیده گرفته میشوند. و اولین خونی که از خونهایمان گذشت مینمایم، خون فرزند ربیعه بن حارث است که به هدف شیرخوارگی در قبیلهی بنیسعد، به سر میبرد و توسط قبیلهی هذیل، کشته شد. همچنین رباهای دوران جاهلیت نیز نادیده گرفته میشوند و اولین ربایی که از آن گذشت مینماییم، ربای عباس بن عبدالمطلب است؛ همانا همهی آن بخشیده شده است. در مورد زنان از الله بترسید؛ زیرا شما آنان را با عهد و پیمان الله به عقد خود در آوردهاید و طبق شریعت الهی شرمگاههایشان را برای خود حلال ساختهاید. یکی از حقوق شما بر آنان، این است که کسی را که شما دوست ندارید به خانههایتان راه ندهند. اگر چنین کردند، آنان را به آهستگی بزنید. حق آنان بر شما این است که آنان را به خوبی و به اندازهی توان، خوراک و پوشاک بدهید. در میان شما چیزی را بر جای میگذارم که اگر به آن چنگ زنید، هرگز گمراه نمیشوید؛ آن کتاب الله است. در روز قیامت دربارهی من از شما خواهند پرسید، چه جوابی میدهید؟»
صحابه همه گفتند: میگوییم که تو ابلاغ کردی و ادا نمودی وخیرخواهی کردی. پیامبر صلی الله علیه وسلم که انگشت سبابهاش را به سوی آسمان بلند میکرد و به سوی مردم اشاره مینمود، فرمود: «یا الله! گواه باش؛ یا الله! گواه باش». این جمله را سه بار تکرار نمود. سپس اذان و اقامه گفت و نماز ظهر خواند. سپس اقامه گفت و بدون اینکه میان نماز ظهر و عصر چیزی (نماز) بخواند، نماز عصر را خواند. سپس سوار بر مرکبش شد و شکم شترش را به سوی صخرهها (تخته سنگهای کوه رحمت) قرار داد، به گونهای که راه افراد پیاده، روبهرویش قرار گرفت و رو به سوی قبله نمود. در آنجا ماند تا اینکه خورشید غروب نمود و زردی آن، اندکی از بین رفت و بالاخره قرص آن ناپدید گشت. رسول الله صلی الله علیه وسلم اسامه را پشت سر خود سوار کرده بود. آنگاه حرکت نمود. رسول الله صلی الله علیه وسلم طوری مهار شتر را میکشید که سر شتر به قسمت جلوی پالان آن چسبیده بود (شتر را کنترل مینمود تا آهسته راه برود) و با دست راستش اشاره مینمود و میفرمود: «ای مردم! آرامش را حفظ کنید، آرامش را حفظ کنید». هرگاه به تپههای ریگ میرسید، اندکی مهار شتر را شل میکرد تا شتر بالای تپه برود و اینگونه به مسیرش ادامه داد تا اینکه به مزدلفه رسید و در آنجا نماز مغرب و عشا را با یک اذان و دو اقامه خواند و میان آن دو نماز نافله نخواند. سپس رسول الله صلی الله علیه وسلم خوابید تا وقتی که صبح شد. نماز صبح را با یک اذان و یک اقامه خواند، سپس سوار بر قصواء به مشعرالحرام رفت و رو به قبله دعا کرد و تکبیر (الله اکبر) و تهلیل (لا اله الا الله) گفت و الله را به یگانگی ستود. در آنجا ماند تا رنگ افق زرد گشت و قبل از طلوع خورشید به راه افتاد. رسول الله صلی الله علیه وسلم فضل بن عباس را که دارای چهرهای سفید و زیبا بود و موهای قشنگی داشت، پشت سرش سوار بر مرکب نمود. هنگامیکه رسول الله صلی الله علیه وسلم حرکت نمود، زنانی که میدویدند از کنارشان عبور کردند. فضل شروع به نگاه کردن به آنان نمود. رسول الله صلی الله علیه وسلم دستش را روی صورت فضل گذاشت. فضل چهرهاش را به طرف دیگر، برگرداند و نگاه میکرد. رسول الله صلی الله علیه وسلم چهرهی فضل را از آن طرف دیگر نیز برگرداند. ولی فضل از آن طرف دیگر، نگاه میکرد. به هر حال، اینگونه رسول الله صلی الله علیه وسلم به مسیرش ادامه داد تا اینکه به وادی محسّر رسید؛ اندکی شتر را تندتر راند. سپس راه وسطی را که به جمرهی بزرگ میرسید، در پیش گرفت تا اینکه به جمرهای که کنار درخت است (جمرهی بزرگ) رسید. آن را با هفت سنگریزه (به اندازهی دانه باقلا) از وسط وادی زد و با هر سنگریزهای تکبیر میگفت و سپس به قربانگاه رفت و با دست مبارک خویش شصت و سه شتر را ذبح نمود و بقیهی شترها را به علی رضی الله عنه داد تا ذبح کند. (مجموع آنها صد شتر شد) اینگونه علی رضی الله عنه را در قربانی خویش شریک کرد. سپس دستور داد تا از هر شتر، یک قطعه در دیگ بگذارند؛ آنگاه پیامبر صلی الله علیه وسلم و علی رضی الله عنه هردو از گوشت و آبگوشت درست شده خوردند. سپس رسول الله صلی الله علیه وسلم سوار بر مرکب شد و به کعبه آمد و نماز ظهر را در مکه خواند و در آنجا فرزندان عبدالمطلب را دید که در کنار زمزم ایستادهاند و مردم را آب میدهند. فرمود: «ای فرزندان عبدالمطلب، آب بکشید. اگر بیم آن نمیرفت که مردم به شما هجوم آورند و خدمت آب دادن را از شما بگیرند، من هم همراه شما آب میکشیدم». آنان یک دلو آب را به پیامبر صلی الله علیه وسلم دادند و از آن آب نوشید.
[۱]– مسلم حدیث شماره ۱۲۱۸